قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ

[URL="http://www.inshad.com/forum/upload/userimages/278/Dream-Reflection2.jpg"]

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ 1145551015

[/URL]

لوحة الفنان راضي الطويل

امتدت يدي لا شعورياً لتناول القلم ....
و لكن ما الذي جعلني أتناوله ... ؟!!!
وما الذي أتى به بين أناملي , و كيف أمسكت به لا أدري ... ؟؟
لا أدري , هل هي القوة اللا شعورية ؟

هل كنت نائماً فانتبهت ؟
أم كنت أحلم فتيّقظت .... لا أدري ؟
وما الذي يمليه عليَّ قلمي الآن ,....
أبوحي منّي أم من يدي ,
إني أكتب .. نعم أكتب .... هل أكتب حقيقة ؟
وإن كنت أكتب ... هل أنا أكتب الحقيقة ؟
أم أحلم بأنّي أكتب ,
لكن ما الذي كتبت ؟
وما الذي أكتبه ؟
وما الذي سأكتبه ؟
هل أنا من الماضي فأسطر الحدث ؟
أم أنني أسجل مجريات حال وقوع الحدث ؟
أم أنني أكتب لما لم يقع من هذا الحدث ؟
هذا القلم حدث و يكتب الحدث , وعن هذا الحدث , و عن هذا الشيء الرهيب الغامض واللغز المحير والطلسم الذي أدخلني في حالة من الفكر المتزلزل ,
و كالسحر الذي يسيطر على من يمسه ,
و كالغريق الذي أظلمت الدنيا من حوله ,
فيود لو شيئاً من قشة فيتعلقها ,
أو سنا من نور يكشف عنه هذه الدُجية ,
إنه حدث قد شوش عليّ كل مشاعري , وأحاسيسي
فطاش منه لبّي , وارتعشت له فرائصي ,
و كالذي قد أصابه مسّ من جذوة من نار .

لقد انتبهت ......!!!!
وهل أنا منتبه فعلاً .....لا أستطيع أن أحدد الآن ....
وفجأة ........ !!!!
إذا بالقلم يعبث بين أناملي ......
رجعت إلي نفسي .... وقد حضرت إليّ ألوف الأسئلة المتعددة واللا منتهية......!!!!!
فإذا بي أراه قد راح يسطر كلمات .... وأشياء لا أسميها إلا فلتات ......
و أحسست الآن ... أنّي ممسك بلجامه جيداً ,
وهدأت من جموحه نوعاً ما .....
فأحسست بالهدوء والسكينة والثقة في نفسي شيئاً ما ....
و ها هو يسائلني و يجيبني بما أوحى إليه عقلي , وحركت به يدي ,
وأشارت له بأن يضم الحروف في كلمات ,
والكلمات في جمل ....
فسال منه لعابه .... متمايلاً ذات اليمين والشمال نشوةً و طرباً !!
اغتنمت فرصة طربه ففاجأته بما حضرني من أسئلة .....
هل تخلصت نهائياً من هذا الحدث ؟
وهل خرجت منه بسلام ؟
وهل تخلصت كلياً من تبعاته وآثاره وبقاياه ؟
وهل أنت رابح فيه أم خاسر ؟
أمستفيد منه أم متضرر؟
أم أنّه بداية الدخول في معمعة الحدث ؟
لا أدري ما الذي جرني لهذا الحدث ؟
و ما الذي جعلني شاهداً عليه ؟
و ما الذي جعلني الآمر الناهي فيه هل هو هواي الغالب علي ؟
و الذي يزيدني أرضية الي أرضيتي ؟
أم هو عقلي الذي أحب أن يعلو الصواب رغم كثرة الباطل ؟
مع علمي بعدم القدرة ولو حرصت على الإتيان بالعدل وتغليب الصواب .
أم هي نفسي التي تحب السيطرة , وامتلاك القوة الفاصلة التي تحول الأمور لصالحها ؟
ما هو هذا الحدث الفظيع ؟
الذي هو كالحلقات المفرغة أوهو كمظهرالأفعى يغريك لونه وملمسه.
و لا يكاد يبين لك فيه وجه الحقيقة من وجه الباطل .
و كلما وضعت يدي على الجرح .... وقلت هذا هوالجرح والذي فيه الخلاص , و بعده البرء ,
أجدني و قد نكأت جروحاً أخطر وأعمق ,
هل السبب هو لأني تجاهلت هذه الجروح .... وقدأغمضت عيني عنها ؟
أو لأنّي لم أبادر وأسارع في التعرف عليها قبل استفحالها وتعمقها !!! ؟؟؟
أم أنّ سبب وجودها جهلي الأخرق , وعدم معرفتي بها و مدى خطورتها وضررها ؟
فكما الفراش الذي يتهافت على النار , لأنه يحب النور , ويكره الظلام ,
فيسارع بهلكة نفسه لظنه أنّ فيها الخلاص من الظلمة ولجهله أنّها تحرقه وتميته ,
أم أنّ هذه الجروح كانت موجودة وبعد وجود عوامل مساعدة ومعينة ظهرت وطفت على السطح ...
و أخذت تبرز مكانتها و قوتها , وأخذت تطوق وتحاصر فيه عين الحق التي لم ينفع الإنصاف أوالقول الجميل والعدل معها ....
ولا أدري لماذا تريثت ولم أحاول القضاء عليها ؟؟
ولا أدري ما الذي جعلني أفعل ذلك أي- محاولة الإنصاف والقول الجميل - الذي كاد أن يُقضى عليّ فيها بسبب عدم وجود المساعد أو الناصر ؟
والتي لولا تدخل القوة التي لا حدود لها ... ولا منتهى لأصبحت حرضاً أو كنت من الهالكين .

فانقلب طرب القلم و نشوته رأساً على عقب , وحار جواباً ...!!!
بعد أن سمع مادار في رأسي من خواطر.....
ولم أرَ منه حبراً قد سطرا ... أوخبراًُ قد انتشرا ....
وأخذ القلم يتثاقل بين يدي .... وانسل من بين أناملي ويدي وبكل هدوء ....!!!!
إنه عاد ليكمل حلمه .... !!

[center][URL="http://www.inshad.com/forum/upload/userimages/278/Dream-Reflection2.jpg"] قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ 128144

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ 128144

[/URL]

يوسف بن محمد المبارك
27/6/1409 هـ
المدينة المنورة

[URL="http://www.alms3oud.com/vb/showthread.php?t=125011"]حُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ[/URL]

[/center]

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ

قلمٌ وحُلـمٌ لـَمْ ... يَنـْتـَهِ :: تعاليق