العمل الحر يصنع منك رجلاً حراً
صفحة 1 من اصل 1
29122012
العمل الحر يصنع منك رجلاً حراً
العمل الحر يصنع منك رجلاً حراً ... لاعبداً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعيش هذه الأيام في بلادنا الحبيبة ظروفاً مادية وقاسية بسبب غلاء الأسعار من جهة ,
و من العطالة والبطالة ثانياً , فصارالأخير شبحاً مزعجاً يلقي بظلاله ومساوئه على مجتمعنا الطيب ,
ونحن نعلم أن الفقر منقصة ومذمة وهوعدونا اللدود , وكلنا نتحاشاه ونرغب في التخلص منه , ونحاربه كذلك لمفاسده على الناس ,
كما قال الإمام علي عليه السلام لو كان الفقر رجلاً لقتلته ,
وبلا شك نشاهد الكثير من الآباء يحرصون وينصحون أبناءهم على الالتحاق بالعمل الشريف
وتأمين المستقبل وإيجاد لقمة العيش الكريم حفظا لهم وأماناً لهم من غوائل الزمن .
وأهلنا بسبب هذه الظروف قد يضجرون ويتمللون من تأخر حصول أبنائهم على الوظيفة أوالعمل ,
ويسعون جاهدين في تذليل الصعاب أمام ذويهم من أجل الالتحاق بالعمل في أي مكان كان من أرجاء الوطن ,
ولكن الله متكفل بعبيده , وهيهات أن يضيعهم .
قال النبي (ص) : إنّ الرزق لينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدّر لها ، ولكن لله فضولاً فاسألوا الله من فضله . ص145
قال الإمام علي (ع) : الرزق رزقان : رزقٌ تطلبه ، ورزقٌ يطلبك ، فإن لم تأته أتاك ، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، كفاك كل يوم ما فيه ، فإن تكن السنة من عمرك فإنّ الله - تعالى جدّه - سيؤتيك في كل غد جديد ما قسّم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بالهمّ لما ليس لك ، ولن يسبقك إلى رزقك طالبٌ ، ولن يغلبك عليه غالبٌ ، ولن يبطئ عنك ما قد قُدّر لك . ص147
وبما أن أبواب الرزق وأسبابه كثيرة , ومفتحة لمن أبصر وتأمل وسأل وشاور ,
ومن الأبواب العمل الحر الكريم ... ومن أسباب الرزق الدعاء والتوكل على الله والتبكير ,
وقد وردت روايات تحث على العمل الحر ,
وكلنا سمع هذه الرواية المشهورة ....
تسعة أعشار الرزق في التجارة
وصنعة في اليد أمان من الفقر
وللفائدة نذكر مع أنّه قد ورد أنّ تسعة أعشار الرزق في التّجارة ،
ومع ذلك فالتعقيب بعد فريضة الفجر أبلغ منها في طلبه ،
وذلك لأن المعقّب يكل أمره إلى الله ، ويشتغل بطاعته .
كما ورد في الرواية أن أحد أسباب علاج الفقر والبطالة عدم النوم وقت الغدة أي بعد فريضة الفجر
وقد ورد في الخبر من كانت له إلى ربه عزّ وجلّ حاجة ، فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح ، وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة ، ويصوّت الطير ، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر ،
فإنّ ملكين يناديان : هل من تائب يُتاب عليه ؟.. هل من سائل يُعطى ؟.. هل من مستغفر فيُغفر له ؟.. هل من طالب حاجة فتُقضى له ؟.. فأجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ،
وهي الساعة التي يقسّم الله فيها الرزق بين عباده.
وأمر آخر يزيد في الرزق وبركته ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله قوله .... بورك لأمتي في بكورها
قال رسول الله (ص) : اللهم !.. بارك لأمتي في بكورها ، يوم سبتها وخميسها . ص35
يا علي !.. اغد على اسم الله ، فإن الله تعالى بارك لأمتي في بكورها
قال الإمام الصادق (ع) : إذا كانت لك حاجةٌ فاغدُ فيها ، فإنّ الأرزاق تُقسم قبل طلوع الشمس ، وإنّ الله تعالى بارك لهذه الأمة في بكورها ، وتصدّق بشيءٍ عند البكور ، فإنّ البلاء يتخطّى الصّدقة
وقيل أيضاً في التشجيع على العمل الحر ...
لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً
قال الإمام علي (ع) : وأكرم نفسك عن كلّ دنيةٍ ، وإن ساقتك إلى الرغائب ، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً ، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّا ....
وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل ، فإنك مدركٌ قسمك وآخذٌ سهمك ، وإنّ اليسير من الله سبحانه أكرم وأعظم من الكثير من خلقه ، وإن كان كلٌّ منه . ص39
والحمدلله في وطننا الكبير الغالي قد سعت الدولة ورجال الخير إلى تيسير القروض ,
فصندوق المئوية والصندوق الوطني الخيري وصندوق الموارد البشرية وباب رزق جميل وغيرها ,
برامج وطنية لاحتضان الرياديين والباحثين عن فرص عمل حرة كبديل عن الوظيفة العامة والاستعباد الوظيفي* لاستثمار الطاقات الخلاقة* والمبدعة لكثير من الشباب .. الباحث عن فرص عمل منتجة وشريفة تضمن لحياة مستقرة وكريمة*...
ولكن مع حرصهم ودعوتهم الطيبة تلك ـ أقصد الآباء ـ إلا أنها لاتخلو من توجيه من قبلهم ,
وحثهم للأبناء على العمل في المجال الوظيفي في الشركات والمؤسسات أوغيرها ,
ومقترن توجيههم كذلك رعاهم الله بالتحذير والتقليل من شأن العمل الحر ,
بل قد يواجه الابن بالاستياء إن فكر أحدهم أن يعمل له مشروعاً تجارياً أو صناعياً صغيراً ,
فيقال له الوظيفة أفضل وأضمن ,
وكل نيتة الشاب هي أن يواجه معترك الحياة , ويكون مستقبله بعصامية وبطاقة مبدعة خلاقة كآبائه وأجداده الذين عهدهم يعملون ويمتهنون الحرف والصناعات ويزاولون التجارة الشريفة ,
فهل الوظيفة حقاً أغنت من التحق بها وكفته ؟
أوَ هل سلم من سوء أخلاق رئيسه الذي يعامله بمنتهى القسوة والجحود والنكران والاستغلال وعدم الزيادة في المرتب؟
وقد سمعنا قصصاً يندى لها الجبين من إذلال وتعسف بحق الموظف المسكين
وهنا هو الأهم كرامة الإنسان الممتهنة والتي صانها الله رب العالمين , فليس الإنسان مفوض في إذلال نفسه , وهذا مايعيب الوظيفة في أكثر الأحيان ,
بل يجب عليه أن يكون عزيزاً كما قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..
ويقول المثل العربي : ( تجوع الحرة ولا تأكل من ثدييها )
والموظف يتضجر من سوء معاملة مديره والذل الذي يسومه به ,
فلا يجد من يسانده ويساعده , بل إذا اشتكى من أمره لمن يحب طُلب منه التحلي بالصبر ,
وتليت عليه سائر الحكم والأمثال التي تشجع على اللين والعفو والرفق والمداراة و عدم الجدال ,
بينما الدين الإسلامي كما تعلمون يحث على الرفق والمداراة والتحلي بالصبر وعدم الجدال مع الشهم الكريم , وإذا كنت محقاً وقادراً على العفو , وكنت حراً ممسكاً بزمام أمورك ,
وأما إن أُخذ حقك , وأُريد إذلالك , ثم تسكت عما يفعل بك , فأنت مضيع لحقك وساكت عن حقك ,
والساكت عن حقه شيطان أخرس , فإما أن تحصل على حقك , وإلا لانفع أن تعيش مستضعفاً ذليلاً بلا كرامة... حيث يوصي القرآن المؤمنين المستضعفين بالهجرة إلى ديار الغربة قوله تعالى : (... ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ...), ومن لايخرج عده القرآن الكريم ظالماً لنفسه .
والإمام الحسين عليه السلام سيد الإباء والشهداء قال : كونوا أحرارً في دنياكم ...
وقال : إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما , وقال كذلك الموت أولى من العار والعار أولى من دخول النار , والعار ... انتهى . العار الأولى تختلف في معناها عن الثانية ,
وقال كذلك هيهات منا الذلة
والحرية مراتب ودرجات
فإذا كان العمل يؤدي إلى الذل فالفقر إذاً أولى من الذل
قال المتلمس الضبي :
ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
فالبعض قد استسهل الذل والمهانة بحكمة شعبية تقول ( طنش تعش) كعير الحي
وقل كلمة إن شاء الله أو نعم للعدو والصديق
كلمة حق يراد بها باطل
ومما قرأت أنقل لكم بتصرف : إن مفهوم الحرية الذي هو تاج الاستقلالية في كل شيء , يقابله مفهموم العبودية والرضوخ لكل أمر لا يملك الإنسان فيه حرية الاختيار
إن من أروع مفاهيم الحرية التي جسدت في تاريخ الإنسان ما قام به أبو عبد الله الحسين "ع: في رفضه لكل أشكال الإستعباد
الأصل في الإنسان الحرية : عندما خلق الله عز وجل الإنسان خلقه حراً غير مستعبد لأحد من أقرانه وأمثاله أو لأي شيء في هذا الكون
لذا ورد في الحديث عن الأمير "ع" لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً ...
فهل من مقتضى الحرية أن يملك الحرية في إذلال نفسه
قلت هذا كما ترى بطلانه معه لأن الحرية والذل أمران متضادان لا يمكن أن يجتمعان .
وإمامنا الصادق "ع" يعطينا مفهوماً رائعاً آخراً في الحرية يقول إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلاله لنفسه .
ورفض رسول الله "ص" الذين يذلون أنفسهم من أن ينتسبوا إليه بقوله : " من أقر بالذل ليس منا أهل البيت .
فكم من موظف شركة تجاوزت مدة عمله العقود وراتبه كما هو ...
وهو لايزال يسكن منزلاً بالإيجار أو يسدد ماعليه من قروض ...
ورغم أننا نعلم نحن الآباء أن الروايات تدلل على أن العمل الحر أبرك وأوسع في الرزق ...
لكن أقول ربما رسمت في أذهاننا صور وقصص الفاشلين في مشاريعهم التجارية والصناعية ,
ونقول كما قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ..... وكذلك .... ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب ...
وقد سمعنا ورأينا كذلك صور الناجحين في أعمالهم الحرة من أبناء الوطن أو من خارج الوطن ,
والكثير من الوافدين والعمالة تمتدح بلادنا في الحركة التجارية والصناعية ,
وهم قد وفقو ونجحوا وكسبوا الخير والذهب كما رأينا بأم أعيننا ...
فهل تشجعون أنتم على العمل الحر كالتجارة مثلاً ؟
أو تشجعون على امتهان الحرف والصناعات كآبائنا الكرام ؟
ولكن كما نعلم أن من عيوب المشاريع أنها تأخذ الكثير من الوقت والمال في البداية ,
ولاتعطي إلإ بعد نموها وثبات عروقها في الأرض أي في السوق , وهذا سبب أراه صارفاً وعائقاً لطالب العمل الحر ...
فبالقروض والبرامج الوطنية تلك المذكورة أعلاه , وبمزيد من الصبر والاستشارة يوفق الإنسان للنجاح والثبات بإذن الله تعالى .
فما رأيكم إخوتي الأعزاء ؟
لنستأنس بآرائكم
ومحور الحوار كما هو عنوان الموضوع في العمل
العمل الحر يصنع منك رجلاً حراً لاعبداً
تحياتي ,,,
الخميس 22ـ 5ـ 1431هـ ـ 6ـ5ـ2010م
--
اقرأني » يوسف آل مسعود
صوري هنا
http://cid-a739682a20824dd4.photos.live.com/summary.aspx
وهنا فلكر
http://www.flickr.com/photos/32068909@N08/
قال الله تعالىخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعيش هذه الأيام في بلادنا الحبيبة ظروفاً مادية وقاسية بسبب غلاء الأسعار من جهة ,
و من العطالة والبطالة ثانياً , فصارالأخير شبحاً مزعجاً يلقي بظلاله ومساوئه على مجتمعنا الطيب ,
ونحن نعلم أن الفقر منقصة ومذمة وهوعدونا اللدود , وكلنا نتحاشاه ونرغب في التخلص منه , ونحاربه كذلك لمفاسده على الناس ,
كما قال الإمام علي عليه السلام لو كان الفقر رجلاً لقتلته ,
وبلا شك نشاهد الكثير من الآباء يحرصون وينصحون أبناءهم على الالتحاق بالعمل الشريف
وتأمين المستقبل وإيجاد لقمة العيش الكريم حفظا لهم وأماناً لهم من غوائل الزمن .
وأهلنا بسبب هذه الظروف قد يضجرون ويتمللون من تأخر حصول أبنائهم على الوظيفة أوالعمل ,
ويسعون جاهدين في تذليل الصعاب أمام ذويهم من أجل الالتحاق بالعمل في أي مكان كان من أرجاء الوطن ,
ولكن الله متكفل بعبيده , وهيهات أن يضيعهم .
قال النبي (ص) : إنّ الرزق لينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدّر لها ، ولكن لله فضولاً فاسألوا الله من فضله . ص145
قال الإمام علي (ع) : الرزق رزقان : رزقٌ تطلبه ، ورزقٌ يطلبك ، فإن لم تأته أتاك ، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، كفاك كل يوم ما فيه ، فإن تكن السنة من عمرك فإنّ الله - تعالى جدّه - سيؤتيك في كل غد جديد ما قسّم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بالهمّ لما ليس لك ، ولن يسبقك إلى رزقك طالبٌ ، ولن يغلبك عليه غالبٌ ، ولن يبطئ عنك ما قد قُدّر لك . ص147
وبما أن أبواب الرزق وأسبابه كثيرة , ومفتحة لمن أبصر وتأمل وسأل وشاور ,
ومن الأبواب العمل الحر الكريم ... ومن أسباب الرزق الدعاء والتوكل على الله والتبكير ,
وقد وردت روايات تحث على العمل الحر ,
وكلنا سمع هذه الرواية المشهورة ....
تسعة أعشار الرزق في التجارة
وصنعة في اليد أمان من الفقر
وللفائدة نذكر مع أنّه قد ورد أنّ تسعة أعشار الرزق في التّجارة ،
ومع ذلك فالتعقيب بعد فريضة الفجر أبلغ منها في طلبه ،
وذلك لأن المعقّب يكل أمره إلى الله ، ويشتغل بطاعته .
كما ورد في الرواية أن أحد أسباب علاج الفقر والبطالة عدم النوم وقت الغدة أي بعد فريضة الفجر
وقد ورد في الخبر من كانت له إلى ربه عزّ وجلّ حاجة ، فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح ، وتفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة ، ويصوّت الطير ، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر ،
فإنّ ملكين يناديان : هل من تائب يُتاب عليه ؟.. هل من سائل يُعطى ؟.. هل من مستغفر فيُغفر له ؟.. هل من طالب حاجة فتُقضى له ؟.. فأجيبوا داعي الله ، واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فإنه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض ،
وهي الساعة التي يقسّم الله فيها الرزق بين عباده.
وأمر آخر يزيد في الرزق وبركته ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله قوله .... بورك لأمتي في بكورها
قال رسول الله (ص) : اللهم !.. بارك لأمتي في بكورها ، يوم سبتها وخميسها . ص35
يا علي !.. اغد على اسم الله ، فإن الله تعالى بارك لأمتي في بكورها
قال الإمام الصادق (ع) : إذا كانت لك حاجةٌ فاغدُ فيها ، فإنّ الأرزاق تُقسم قبل طلوع الشمس ، وإنّ الله تعالى بارك لهذه الأمة في بكورها ، وتصدّق بشيءٍ عند البكور ، فإنّ البلاء يتخطّى الصّدقة
وقيل أيضاً في التشجيع على العمل الحر ...
لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً
قال الإمام علي (ع) : وأكرم نفسك عن كلّ دنيةٍ ، وإن ساقتك إلى الرغائب ، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً ، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّا ....
وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل ، فإنك مدركٌ قسمك وآخذٌ سهمك ، وإنّ اليسير من الله سبحانه أكرم وأعظم من الكثير من خلقه ، وإن كان كلٌّ منه . ص39
والحمدلله في وطننا الكبير الغالي قد سعت الدولة ورجال الخير إلى تيسير القروض ,
فصندوق المئوية والصندوق الوطني الخيري وصندوق الموارد البشرية وباب رزق جميل وغيرها ,
برامج وطنية لاحتضان الرياديين والباحثين عن فرص عمل حرة كبديل عن الوظيفة العامة والاستعباد الوظيفي* لاستثمار الطاقات الخلاقة* والمبدعة لكثير من الشباب .. الباحث عن فرص عمل منتجة وشريفة تضمن لحياة مستقرة وكريمة*...
ولكن مع حرصهم ودعوتهم الطيبة تلك ـ أقصد الآباء ـ إلا أنها لاتخلو من توجيه من قبلهم ,
وحثهم للأبناء على العمل في المجال الوظيفي في الشركات والمؤسسات أوغيرها ,
ومقترن توجيههم كذلك رعاهم الله بالتحذير والتقليل من شأن العمل الحر ,
بل قد يواجه الابن بالاستياء إن فكر أحدهم أن يعمل له مشروعاً تجارياً أو صناعياً صغيراً ,
فيقال له الوظيفة أفضل وأضمن ,
وكل نيتة الشاب هي أن يواجه معترك الحياة , ويكون مستقبله بعصامية وبطاقة مبدعة خلاقة كآبائه وأجداده الذين عهدهم يعملون ويمتهنون الحرف والصناعات ويزاولون التجارة الشريفة ,
فهل الوظيفة حقاً أغنت من التحق بها وكفته ؟
أوَ هل سلم من سوء أخلاق رئيسه الذي يعامله بمنتهى القسوة والجحود والنكران والاستغلال وعدم الزيادة في المرتب؟
وقد سمعنا قصصاً يندى لها الجبين من إذلال وتعسف بحق الموظف المسكين
وهنا هو الأهم كرامة الإنسان الممتهنة والتي صانها الله رب العالمين , فليس الإنسان مفوض في إذلال نفسه , وهذا مايعيب الوظيفة في أكثر الأحيان ,
بل يجب عليه أن يكون عزيزاً كما قال الله تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ..
ويقول المثل العربي : ( تجوع الحرة ولا تأكل من ثدييها )
والموظف يتضجر من سوء معاملة مديره والذل الذي يسومه به ,
فلا يجد من يسانده ويساعده , بل إذا اشتكى من أمره لمن يحب طُلب منه التحلي بالصبر ,
وتليت عليه سائر الحكم والأمثال التي تشجع على اللين والعفو والرفق والمداراة و عدم الجدال ,
بينما الدين الإسلامي كما تعلمون يحث على الرفق والمداراة والتحلي بالصبر وعدم الجدال مع الشهم الكريم , وإذا كنت محقاً وقادراً على العفو , وكنت حراً ممسكاً بزمام أمورك ,
وأما إن أُخذ حقك , وأُريد إذلالك , ثم تسكت عما يفعل بك , فأنت مضيع لحقك وساكت عن حقك ,
والساكت عن حقه شيطان أخرس , فإما أن تحصل على حقك , وإلا لانفع أن تعيش مستضعفاً ذليلاً بلا كرامة... حيث يوصي القرآن المؤمنين المستضعفين بالهجرة إلى ديار الغربة قوله تعالى : (... ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ...), ومن لايخرج عده القرآن الكريم ظالماً لنفسه .
والإمام الحسين عليه السلام سيد الإباء والشهداء قال : كونوا أحرارً في دنياكم ...
وقال : إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما , وقال كذلك الموت أولى من العار والعار أولى من دخول النار , والعار ... انتهى . العار الأولى تختلف في معناها عن الثانية ,
وقال كذلك هيهات منا الذلة
والحرية مراتب ودرجات
فإذا كان العمل يؤدي إلى الذل فالفقر إذاً أولى من الذل
قال المتلمس الضبي :
ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
فالبعض قد استسهل الذل والمهانة بحكمة شعبية تقول ( طنش تعش) كعير الحي
وقل كلمة إن شاء الله أو نعم للعدو والصديق
كلمة حق يراد بها باطل
ومما قرأت أنقل لكم بتصرف : إن مفهوم الحرية الذي هو تاج الاستقلالية في كل شيء , يقابله مفهموم العبودية والرضوخ لكل أمر لا يملك الإنسان فيه حرية الاختيار
إن من أروع مفاهيم الحرية التي جسدت في تاريخ الإنسان ما قام به أبو عبد الله الحسين "ع: في رفضه لكل أشكال الإستعباد
الأصل في الإنسان الحرية : عندما خلق الله عز وجل الإنسان خلقه حراً غير مستعبد لأحد من أقرانه وأمثاله أو لأي شيء في هذا الكون
لذا ورد في الحديث عن الأمير "ع" لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً ...
فهل من مقتضى الحرية أن يملك الحرية في إذلال نفسه
قلت هذا كما ترى بطلانه معه لأن الحرية والذل أمران متضادان لا يمكن أن يجتمعان .
وإمامنا الصادق "ع" يعطينا مفهوماً رائعاً آخراً في الحرية يقول إن الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن كل شيء إلا إذلاله لنفسه .
ورفض رسول الله "ص" الذين يذلون أنفسهم من أن ينتسبوا إليه بقوله : " من أقر بالذل ليس منا أهل البيت .
فكم من موظف شركة تجاوزت مدة عمله العقود وراتبه كما هو ...
وهو لايزال يسكن منزلاً بالإيجار أو يسدد ماعليه من قروض ...
ورغم أننا نعلم نحن الآباء أن الروايات تدلل على أن العمل الحر أبرك وأوسع في الرزق ...
لكن أقول ربما رسمت في أذهاننا صور وقصص الفاشلين في مشاريعهم التجارية والصناعية ,
ونقول كما قال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ..... وكذلك .... ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب ...
وقد سمعنا ورأينا كذلك صور الناجحين في أعمالهم الحرة من أبناء الوطن أو من خارج الوطن ,
والكثير من الوافدين والعمالة تمتدح بلادنا في الحركة التجارية والصناعية ,
وهم قد وفقو ونجحوا وكسبوا الخير والذهب كما رأينا بأم أعيننا ...
فهل تشجعون أنتم على العمل الحر كالتجارة مثلاً ؟
أو تشجعون على امتهان الحرف والصناعات كآبائنا الكرام ؟
ولكن كما نعلم أن من عيوب المشاريع أنها تأخذ الكثير من الوقت والمال في البداية ,
ولاتعطي إلإ بعد نموها وثبات عروقها في الأرض أي في السوق , وهذا سبب أراه صارفاً وعائقاً لطالب العمل الحر ...
فبالقروض والبرامج الوطنية تلك المذكورة أعلاه , وبمزيد من الصبر والاستشارة يوفق الإنسان للنجاح والثبات بإذن الله تعالى .
فما رأيكم إخوتي الأعزاء ؟
لنستأنس بآرائكم
ومحور الحوار كما هو عنوان الموضوع في العمل
العمل الحر يصنع منك رجلاً حراً لاعبداً
تحياتي ,,,
الخميس 22ـ 5ـ 1431هـ ـ 6ـ5ـ2010م
--
اقرأني » يوسف آل مسعود
صوري هنا
http://cid-a739682a20824dd4.photos.live.com/summary.aspx
وهنا فلكر
http://www.flickr.com/photos/32068909@N08/
قال الله تعالىخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
تمريّون- الإدارة
-
الإقامة : هجر
العمل/الترقيه : عامل
السٌّمعَة : 3
نقاط : 690
تاريخ التسجيل : 12/05/2008
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 08 فبراير 2021, 6:32 am من طرف تمريّون
» من كتابات أم عماد المبارك رحمها الله تعالى
الأحد 10 مايو 2020, 3:01 pm من طرف المشرف العام
» منتدى أبوخمسين 12-10-1414 هـ
الخميس 22 سبتمبر 2016, 7:48 pm من طرف تمريّون
» معجم البابطين لشعراء القرنين ال 19 و 20
الأربعاء 31 أغسطس 2016, 4:43 pm من طرف تمريّون
» حول معنى كلمة .. الباطل يموت بترك ذكره .
السبت 28 مايو 2016, 12:10 pm من طرف تمريّون
» ياغيور ..
الثلاثاء 03 مايو 2016, 3:16 pm من طرف تمريّون
» رسائل بين الشاعرين الشامي ابن عيسى والهجري ابن الصحيح
السبت 26 ديسمبر 2015, 2:50 pm من طرف تمريّون
» تأمل في قول الرسول ( ص ) : (( صوموا تصحوا ))
الخميس 07 مارس 2013, 3:50 am من طرف تمريّون
» مـا أسـرع أيـامك يـاشهر رمضـان
الخميس 07 مارس 2013, 3:40 am من طرف تمريّون
» لكل يوم من شهر رمضان دعاء
الخميس 07 مارس 2013, 3:37 am من طرف تمريّون